تعريف الذكر والدعاء
ذكر الله تعالى هو أن
تستحضره في قلبك مع التدبر سواء صحبه ذكر اللسان أو لم يصحبه، أما الأذكار
المشروعة فلا يعتد بها حتى يتلفظ المرء بحيث يسمع نفسه، وأفضل الأذكار على
الإطلاق هو القرآن الكريم.
ويشمل الذكر:
الصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم )، والتهليل، والتسبيح، والتحميد،
والتكبير، والحوقلة، والاستغفار، وكذلك التلبية والابتهال.
كما يدخل في الذكر أيضاً الدعاء؛ لأن الذكر لا ينفصل عن الدعاء، فالذكر في
كثير من الأحيان دعاء والدعاء في كثير من الأحيان ذكر، غير أنهُ مما ينبغي
التنبيه عليه أن فضيلة الذكر لا تنحصر في التسبيح والتهليل والتحميد
والتكبير، ونحوها، بل إن كل عامل بطاعة الله فهو ذاكر لله تعالى.
أما الدعاء فهو مخ العبادة، وتركه يعد معصية، وقد أمرنا ربنا الكريم
المتعال المُجيب القريب أن نسألهُ وأن نطلب منهُ وندعوه، فقال وهو أصدق
القائلين: {وقال ربكم ادعوني استجب لكم....}[غافر:60]، بل لقد قدم –سبحانه
وتعالى- الإجابة على الدعاء في الآية الكريمة: {وإذا سألك عبادي عنى فإني
قريبُ أُجيب دعوة الداع إذا دعان...}[البقرة:186]، ولم يقل الحق تبارك
وتعالى قل إني قريب، بل جاءت الإجابة من الله مباشرة إلى عباده حتى نعرف
أن الدعاء صلة مباشرة بين الله وعبده، وأن الله- سبحانه وتعالى- يريدها
كذلك .. فمتى رفعت يدك إلى السماء وقلت: يا رب تكون الصلة مباشرة بينك
وبين الله –سبحانه وتعالى- فقل ما شئت وادع بما شئت، فسيبقى هذا بينك وبين
ربك.
ولقد اصطفى الله أماكن وأوقاتاً يُستحب فيها الدعاء ويكون فيها أحرى
بالإجابة ومن هذه الأوقات العشر من ذي الحجة، ومن هذه الأماكن المشاعر
المقدسة حيث يكون الحاج أو المعتمر أصفى ما يكون، لا يتذكر شيئاً من
مشاغله ومشاكلهُ، ولكن يكون الله – سبحانه وتعالى- وحده في باله، وتصفو
نفسه لذكر الله فيصبح مُستجاب الدعوة، ويكفينا فى هذا المقام قول ربنا جل
وعلا: {قُل ما يعبأ بكم ربى لولا دُعاؤُكم}[الفرقان:77].