بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي بعث رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره
المشركون، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى
آله وصحبه أجمعين.
قال حذيفة – رضي الله عنه -: ( أول ما تفقدون من دنيكم الخشوع، وآخر ما
تفقدون من دنيكم الصلاة، ورُب مُصل لا خير فيه، ويوشك أن يدخل المسجد فلا
ترى فيهم خاشعاً ) مدارج السالكين لابن القيم (1/521).
واعلم يا أخي أن محل الخشوع في القلب، وثمرته على الجوارح.
هذه طائفة من أسباب الخشوع في الصلاة.
أولاً: الحرص على ما يجلب الخشوع ويقويه.
ويكون بأمور منها:
1- الاستعداد للصلاة والتهيؤ لها:
ويحصل ذلك بأمور منها : الترديد مع المؤذن، والإتيان بالدعاء المشروع بعده
( اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة، آت محمداً الوسيلة
والفضيلة وابعثه المقام المحمود الذي وعدته)، والدعاء بين الأذان
والإقامة، وإحسان الوضوء والتسمية قبله والذكر والدعاء بعده، والتبكير
والمشي إلى المسجد بسكينة ووقار.
2- الطمأنينة في الصلاة:
كان النبي عليه الصلاة والسلام يطمئن حتى يرجع كل عظم إلى موضعه. وأمر
بذلك المسي صلاته وقال له : ( لا تتم صلاة أحدكم حتى يفعل ذلك) رواه أبو
داود
3- تذكر الموت في الصلاة:
لقوله عليه الصلاة والسلام: ( اذكر الموت في صلاتك، فإن الرجل إذا ذكر
الموت في صلاته لحري أن يحسن صلاته، وصل صلاة رجل لا يظن أنه يصلي
غيرها).صححه الألباني.
4- تدبر الآيات والمقروءة وبقية أذكار الصلاة والتفاعل معها
5- أن يقطع قراءته آية آية:
هذه سنة النبي عليه الصلاة والسلام كما ذكرت أم سلمة – رضي الله عنها –
قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( بسم الله الرحمن الرحيم, وفي
رواية: ثم يقف يقول: الحمد لله رب العالمين، ثم يقف ثم يقول: الرحمن
الرحيم، وفي رواية: ثم يقف ثم يقول: مالك يوم الدين، يقطع قراءته آية آية.
رواه أبو داود وصححه الألباني.
6- ترتيل القراءة وتحسين الصوت بها.
7- أن يعلم أن الله يجيبه في صلاته.
8- الصلاة إلى سترة والدنو منها.
9- وضع اليمنى على اليسرى على الصدر.
كان النبي عليه الصلاة والسلام إذا قام الصلاة وضع يده اليمنى على اليسرى,
وكان يضعهما على الصدر، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( إنا معشر
الأنبياء أمرنا أن نضع أيماننا على شمائلنا في الصلاة)
10- النظر إلى موضع السجود.
11- تحريك السبابة:
قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( لهي أشد على الشيطان من الحديد).رواه الأمام أحمد.
12- التنويع في السور والآيات والأذكار والأدعية في الصلاة.
13- أن يأتي بسجود التلاوة إذا مر بموضعه.
14- الاستعاذة بالله من الشيطان.
15- التأمل في حال السلف في صلاتهم:
قال مجاهد – رحمه الله -: ( كان إذا قام أحدهم يصلي يهاب الرحمن أن يشد
بصره إلى شي، أو يلتفت أو يقلب الحصى، أو يبعث بشي أو يحدث نفسه من شان
الدنيا إلا ناسياً ما دام في صلاته)
16- معرفة مزايا الخشوع في الصلاة:
ومنها قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( ما من امرئ مسلم تحضره صلاة
مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها، إلا كانت كفارة لما قبلها من والذنوب ما لم
تؤت كبيرة، وذلك الدهر كله) رواه مسلم.
17- الاجتهاد بالدعاء في مواضعه في الصلاة وخصوصاً في السجود.
18- الأذكار الواردة بعد الصلاة.
ثانياً: دفع الموانع والشواغل التي تصرف عن الخشوع وتكدر صفوه.
19- إزالة ما يشغل المصلي من المكان.
20- ألا يصلي في ثوب فيه نقوش أو كتابات أو ألوان أو تصاوير تشغله.
21- ألا يصلي وبحضرته طعام يشتهيه.
22- ألا يصلي وهو حاقن أو حاقب:
لنهي الرسول صلى الله عليه وسلم. والحاقن أي الحابس البول، والحاقب هو حابس الغائط.
23- ألا يصلي وقد غلبه النعاس.
24- ألا يصلي خلف المتحدث أو النائم.
25- عدم الانشغال بتسوية الحصى.
26- عدم التشويش بالقراءة على الآخرين.
27- ترك الالتفات في الصلاة.
28- عدم رفع البصر إلى السماء.
29- ألا يبصق أمامه في الصلاة.
30- مجاهدة التثاؤب في الصلاة.
31- عدم الاختصار في الصلاة.
32- ترك السدل في الصلاة.
33- ترك التشبه بالبهائم:
مما ورد في ذلك: ( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة عن ثلاث:
عن نقر الغراب، وافتراش السبع، وأن يوطن الرجل المقام الواحد كإيطان
البعير) رواه الأمام أحمد.
وختاماً أسال الله – عز وجل – أن يجعلنا من الخاشعين، وأن يتوب علينا أجمعين، والحمد لله رب العالمين.
المرجع كُتيب
33 سبباً للخشوع في الصلاة
لشيخ محمد صالح المنجد
السبت يونيو 06, 2009 6:26 pm